--------------------------------------------------------------------------------
شعر النقائض من أجمل الأغراض الشعرية .. و كان جرير و الفرزدق يتبادلون الهجاء في شوارع البصرة .. ولم يكن المقصد الحقيقي هو الهجاء.. و إنما كان إمتاع الناس في ظل الظروف السيئة التي كانت سائدة و من طرائفهما ومن غرائبهما انهما سبق ان قالا ابيات لبعضهما دون ان يعلما ... فقد سبق ان قال الفرزدق ابيات عندما كان عند سليمان بن عبدالملك وسقط سيفه عندما امره سليمان ان يقتل الاسير وبلغت القصة الى جرير وهو في اليمامة فقال كأني بالفرزدق سيقول هذه الابيات ولما وصلت راوية جرير الى الشام كان الفرزدق قد قال مثل ما قال جرير ... فبلغ ذلك سليمان بن عبدالملك فضحك وقال : والله لا أحسب شيطانهما الا واحد
كان جريرمرسل العنان لا يعوقه قيد , حاد الذهن , خبيث اللسان , والفرزدق سليط اللسان , فاجر النفس متين الشعر , وسهل القافيه ,للاثنين نقائض عديده , وهجاءات جمه , انقل لكم بعضٌ منها ,( جواهر الادب ) .
ـ الفرزدق :
ان الذي سمك السماء بنى لنا بيتاً دعائمه اعزّ واطولُ
بيتا بناه لنا المليك وما نى حكم السماء فانه لا ينقل
بيتاً زرارة محتبٍ بفنائه ومجاشعٌ وابو الفوارس نهشلِ
لا يحتبى بفناء بيتك مثلهم ابداً اذا عُد الفعال الافضل
ـ يرد عليه جرير :
أخزي الذي سمك السماء مجاشعاً وبنى بناءك في الحضيض الاسفل
بيتٌ يُحمم قينكم بفنائه دنساً مقاعدهُ خبيثُ المدخل ِ
قُتل الزبير وانت عاقد حبوةٍ تباً لحبوتك التي لم تحللِ
وافاك غدرك بالزبير على منى ومجرُ جعثنكم بذات الحرمل
بات الفرزدق يستجير لنفسه وعجان جعثن كالطريق المعمل
( جعثن اخت الفرزدق )
ـ الفرزدق :
حُلل الملوك لباسنا في اهلنا والسابغات الى الوغى نتسربل
ــ جرير :
لا تذكروا حُلل الملوك فانكم بعد الزبيركحائضٍ لم تغسلِ
ــ الفرزدق :
احلامنا تزن الجبال رزانةً وتخالنا جُناً اذا لم نجهلُ
خالي الذي غصب الملوك نفوسهم واليه كان حباء جفنة يُنقلُ
انا لنضربُ راس كل قبيلةٍ وابوك خلف اتانه يتقملُ
ــ جرير :
كان الفرزدق اذ يعوذ بخالهِ مثل الذليل يعوذ تحت القرملِ
افخر بضبةَ ان امك منهم ليس بن ضبةَ بالمعم المخولِ
ابلغ بني وقبان ان حلومهم خفت فلا يزنون حبة خردل
وكان جرير والفرزدق مع تساببهما قد تعاهدا على ألاّ يهجو أحدهما الاّخر اذا مات صاحبه , فمات الفرزدق أولا , فقال جرير :
مات الفرزدق بعد ما جدّعته *** ليت الفرزدق كان عاش قليلا
ثم قال والله لا أزيد على هذا البيت شيئا البتة , ثم أخذ يرثيه وقال : والله انه ما تصاول فحلان فمات أحدهما الاّ كان الاّخر سريع اللحاق به . وفعلا لم يلبث جرير الا قليلا ولحق بصاحبه .. وهذه ابيات جرير في رثاء الفرزدق وامعن في البيت الاخير :
لعمرِي لقد أشجي تميما وهـداها *** على نكبات الدهرِ موت الفرزدق
عشـية راحـوا للفـراق بنعشـه *** إلى جدث في هوّة الأرض معمق
لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي *** إِلىكلّ نجم في سماء محـلق
ثوى حامل الأثقال عن كلّ مغـرم *** ودامغ شيطان الغشوم السمـلق
عمـاد تمـيم كلها ولسانـها *** وناطقها البذاخ في كل منـطق
فمن لذوِي الأَرحامِ بعد ابن غالب *** لجار وعان في السّلاسل مـوثق
ومن ليتـيم بعد مـوت ابن غالب *** وأمّ عيـال سـاغبِيـن ودردق
ومن يطلق الأسرى ومن يحقن الدما *** يداه ويشفي صدرحران محنق
وكـم من دم غال تحـمّل ثقـله *** وكان حمولا في وفاء ومصدق
وكم حصن جبّارِ همـام وسوقة *** إِذا مـا أتـى أبـوابه لم تغـلّق
تفـتّح أبـواب المـلوك لوجـهِه *** بغيـرِ حجاب دونـه أو تمـلّق
لتـبك عليه الانس والجـنّ إذ ثوى *** فتى مضرٍ في كلّ غرب ومشرق
فتى عاش يبن المجد تسعين حجّه *** وكان إلى الخيرات والمجد يرتقي
فمـا مات حتى لم يخـلّف وراءه *** بحـية واد صـولة غير مصـعق
شعر النقائض من أجمل الأغراض الشعرية .. و كان جرير و الفرزدق يتبادلون الهجاء في شوارع البصرة .. ولم يكن المقصد الحقيقي هو الهجاء.. و إنما كان إمتاع الناس في ظل الظروف السيئة التي كانت سائدة و من طرائفهما ومن غرائبهما انهما سبق ان قالا ابيات لبعضهما دون ان يعلما ... فقد سبق ان قال الفرزدق ابيات عندما كان عند سليمان بن عبدالملك وسقط سيفه عندما امره سليمان ان يقتل الاسير وبلغت القصة الى جرير وهو في اليمامة فقال كأني بالفرزدق سيقول هذه الابيات ولما وصلت راوية جرير الى الشام كان الفرزدق قد قال مثل ما قال جرير ... فبلغ ذلك سليمان بن عبدالملك فضحك وقال : والله لا أحسب شيطانهما الا واحد
كان جريرمرسل العنان لا يعوقه قيد , حاد الذهن , خبيث اللسان , والفرزدق سليط اللسان , فاجر النفس متين الشعر , وسهل القافيه ,للاثنين نقائض عديده , وهجاءات جمه , انقل لكم بعضٌ منها ,( جواهر الادب ) .
ـ الفرزدق :
ان الذي سمك السماء بنى لنا بيتاً دعائمه اعزّ واطولُ
بيتا بناه لنا المليك وما نى حكم السماء فانه لا ينقل
بيتاً زرارة محتبٍ بفنائه ومجاشعٌ وابو الفوارس نهشلِ
لا يحتبى بفناء بيتك مثلهم ابداً اذا عُد الفعال الافضل
ـ يرد عليه جرير :
أخزي الذي سمك السماء مجاشعاً وبنى بناءك في الحضيض الاسفل
بيتٌ يُحمم قينكم بفنائه دنساً مقاعدهُ خبيثُ المدخل ِ
قُتل الزبير وانت عاقد حبوةٍ تباً لحبوتك التي لم تحللِ
وافاك غدرك بالزبير على منى ومجرُ جعثنكم بذات الحرمل
بات الفرزدق يستجير لنفسه وعجان جعثن كالطريق المعمل
( جعثن اخت الفرزدق )
ـ الفرزدق :
حُلل الملوك لباسنا في اهلنا والسابغات الى الوغى نتسربل
ــ جرير :
لا تذكروا حُلل الملوك فانكم بعد الزبيركحائضٍ لم تغسلِ
ــ الفرزدق :
احلامنا تزن الجبال رزانةً وتخالنا جُناً اذا لم نجهلُ
خالي الذي غصب الملوك نفوسهم واليه كان حباء جفنة يُنقلُ
انا لنضربُ راس كل قبيلةٍ وابوك خلف اتانه يتقملُ
ــ جرير :
كان الفرزدق اذ يعوذ بخالهِ مثل الذليل يعوذ تحت القرملِ
افخر بضبةَ ان امك منهم ليس بن ضبةَ بالمعم المخولِ
ابلغ بني وقبان ان حلومهم خفت فلا يزنون حبة خردل
وكان جرير والفرزدق مع تساببهما قد تعاهدا على ألاّ يهجو أحدهما الاّخر اذا مات صاحبه , فمات الفرزدق أولا , فقال جرير :
مات الفرزدق بعد ما جدّعته *** ليت الفرزدق كان عاش قليلا
ثم قال والله لا أزيد على هذا البيت شيئا البتة , ثم أخذ يرثيه وقال : والله انه ما تصاول فحلان فمات أحدهما الاّ كان الاّخر سريع اللحاق به . وفعلا لم يلبث جرير الا قليلا ولحق بصاحبه .. وهذه ابيات جرير في رثاء الفرزدق وامعن في البيت الاخير :
لعمرِي لقد أشجي تميما وهـداها *** على نكبات الدهرِ موت الفرزدق
عشـية راحـوا للفـراق بنعشـه *** إلى جدث في هوّة الأرض معمق
لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي *** إِلىكلّ نجم في سماء محـلق
ثوى حامل الأثقال عن كلّ مغـرم *** ودامغ شيطان الغشوم السمـلق
عمـاد تمـيم كلها ولسانـها *** وناطقها البذاخ في كل منـطق
فمن لذوِي الأَرحامِ بعد ابن غالب *** لجار وعان في السّلاسل مـوثق
ومن ليتـيم بعد مـوت ابن غالب *** وأمّ عيـال سـاغبِيـن ودردق
ومن يطلق الأسرى ومن يحقن الدما *** يداه ويشفي صدرحران محنق
وكـم من دم غال تحـمّل ثقـله *** وكان حمولا في وفاء ومصدق
وكم حصن جبّارِ همـام وسوقة *** إِذا مـا أتـى أبـوابه لم تغـلّق
تفـتّح أبـواب المـلوك لوجـهِه *** بغيـرِ حجاب دونـه أو تمـلّق
لتـبك عليه الانس والجـنّ إذ ثوى *** فتى مضرٍ في كلّ غرب ومشرق
فتى عاش يبن المجد تسعين حجّه *** وكان إلى الخيرات والمجد يرتقي
فمـا مات حتى لم يخـلّف وراءه *** بحـية واد صـولة غير مصـعق